أتشرف بنشر التقرير الرائع للصحفي
محمد الدسوقي رشدي لجريدة الدستور الغراء
خيرت الشاطر ورث عن أبيه تجارة وأرضا زراعية وسافر للخارج من أجل تنمية ثروته وكلما افتتح مشروعا أغلقته الحكومة وصادرت أمواله ونصف عمره ضاع في المعتقلات.. وأحمد عز كان يلعب درامز في ملهي ليلي وأتصور مع جمال مبارك وتبرع لجمعية جيل المستقبل واحتكر الحديد وثروته أصبحت 40 مليارا
ربما يكون خيرت الشاطر رجل الأعمال القوى داخل جماعة الإخوان المسلمين ونائب الثاني للمرشد، والذي تم التحفظ على أمواله وغلق شركاته نموذجا لرجل الأعمال الإخواني الذي تلاحقه الدولة منذ بدأ نشاطه التجاري ورغم ذلك هو مستمر في تحقيق المزيد من المكاسب على الرغم من أن أي اتهام من الاتهامات التي توجهها له الحكومة منذ عام 1992 كفيل بأن يسقط أي تاجر بالضربة القاضية التي لا يقوم بعدها أبدا.
نموذج خيرت الشاطر كرجل أعمال سياسي تضطهده الدولة لاختيار شبيه له لكن على الجانب المضاد فإذا كان الشاطر رجل أعمال ناجحا ذا سمعه جيدة رغم اضطهاد الحكومة له، فإن أحمد عز نموذج لرجل أعمال ترعاه السلطة وستخدمها هو لتحقيق المزيد من المكاسب على حساب الدولة نفسها ومواطنيها الغلابة.
وتتبع السيرة الحياتية والتجارية لكلا النموذجين والمقارنة بينهما كفيل بأن يلقي لنا الضوء على المهزلة التي تعيشها مصر ... أحمد عز وخيرت الشاطر يعبران تماما عن هذين النموذجين المتناقضين فكلاهما في نفس المرحلة العمرية تقريبا "خيرت يكبر عز بتسع سنوات فقط" وأحمد عز خريج هندسة الإسكندرية ، كما أن مكان كل منهما في جماعته يشبه مكان وقوة الآخر.. خيرت هو الرجل القوي في صفوف الإخوان والعقل المدبر للجماعة وأحمد عز هو رجل التخطيط ورجل جمال مبارك في الحزب ولذاك فهما أفضل من يمثلا النموذجين، خيرت كرجل أعمال إخواني صاحب سمعه جيدة تضطهد السلطة وعز كرجل أعمال تقرب من السلطة وتربح تحت رعايتها وسمعته الاقتصادية السياسية تحتها ألف خط أحمر واخضر وبكل الألوان.
وقد يمتلك خيرت الشاطر سيرة مالية وشخصية واجتماعية وسياسية واضحة ومعروفة للجميع على عكس أحمد عز –الإمبراطور الحديدي كما يلقبونه سيرته المالية والاجتماعية والشخصية تشبه كثيرا بيوت جحا في تركيبها.. كلها طرق ملتوية ومتاهات تملؤها الاتهامات والشائعات التي وجهت له بشكل رسمي تحت قبة مجلس الشعب.
ربما يكون خيرت الشاطر رجل الأعمال القوى داخل جماعة الإخوان المسلمين ونائب الثاني للمرشد، والذي تم التحفظ على أمواله وغلق شركاته نموذجا لرجل الأعمال الإخواني الذي تلاحقه الدولة منذ بدأ نشاطه التجاري ورغم ذلك هو مستمر في تحقيق المزيد من المكاسب على الرغم من أن أي اتهام من الاتهامات التي توجهها له الحكومة منذ عام 1992 كفيل بأن يسقط أي تاجر بالضربة القاضية التي لا يقوم بعدها أبدا.
نموذج خيرت الشاطر كرجل أعمال سياسي تضطهده الدولة لاختيار شبيه له لكن على الجانب المضاد فإذا كان الشاطر رجل أعمال ناجحا ذا سمعه جيدة رغم اضطهاد الحكومة له، فإن أحمد عز نموذج لرجل أعمال ترعاه السلطة وستخدمها هو لتحقيق المزيد من المكاسب على حساب الدولة نفسها ومواطنيها الغلابة.
وتتبع السيرة الحياتية والتجارية لكلا النموذجين والمقارنة بينهما كفيل بأن يلقي لنا الضوء على المهزلة التي تعيشها مصر ... أحمد عز وخيرت الشاطر يعبران تماما عن هذين النموذجين المتناقضين فكلاهما في نفس المرحلة العمرية تقريبا "خيرت يكبر عز بتسع سنوات فقط" وأحمد عز خريج هندسة الإسكندرية ، كما أن مكان كل منهما في جماعته يشبه مكان وقوة الآخر.. خيرت هو الرجل القوي في صفوف الإخوان والعقل المدبر للجماعة وأحمد عز هو رجل التخطيط ورجل جمال مبارك في الحزب ولذاك فهما أفضل من يمثلا النموذجين، خيرت كرجل أعمال إخواني صاحب سمعه جيدة تضطهد السلطة وعز كرجل أعمال تقرب من السلطة وتربح تحت رعايتها وسمعته الاقتصادية السياسية تحتها ألف خط أحمر واخضر وبكل الألوان.
وقد يمتلك خيرت الشاطر سيرة مالية وشخصية واجتماعية وسياسية واضحة ومعروفة للجميع على عكس أحمد عز –الإمبراطور الحديدي كما يلقبونه سيرته المالية والاجتماعية والشخصية تشبه كثيرا بيوت جحا في تركيبها.. كلها طرق ملتوية ومتاهات تملؤها الاتهامات والشائعات التي وجهت له بشكل رسمي تحت قبة مجلس الشعب.
أحمد عز الذي ولد في يناير 1959 ودخل جامعة القاهرة وحصل على بكالوريوس هندسة واشتهر بأنه كان شاب رومانسية يحب الموسيقى الغربية ويحترف العزف على الدرامز (طبلة متطورة شوية) بدأ حياته عازفا ضمن فرقة موسيقية بأحد فنادق القاهرة الشهيرة عام 1987 كما روي رجل الأعمال رامي لكح في دراسة أعدها "معهد كارنيجي" الأمريكي عن المقربون من جمال مبارك وإذا كان أحمد عز قد حاول كثيرا أن يقنع الرأي العام بأنه سليل عائلة غنية منحته ورثا كبيرا استطاع أن يكبر به ويطوره فإن المتداول عنه – طبقا لرواية النائب طلعت السادات – انه كان من أسرة مستورة وضعها المالي كان طبيعيا وكانت تمتلك ورشا للحدادة تطورت لتصبح محلا لبيع الحديد وتلك التجارة لم تكن لتصبح بداية تحقق له ثروة تقدر الآن بحوالي 40 مليار جنيه وربما كان أحمد عز قد عانى نفسيا كثيرا حينما وجه له طلعت السادات في المجلس العام الماضي كلاما بمعنى أنه ينتمي لأسرة متواضعة مما دفع عز للرد عليه بأن جدوده معرفون بنفوذهم وثروتهم وهو الرد الذي عبر عن أزمة نفسية لدى أحمد عز أكثر مما عبر عن الحقيقة التي تقول إن عز كان فعلا ينتمي لأسرة لم يعرف عنها امتلاك ثورة هائلة كما لم يعرف عنها وجود أشخاص أصحاب نفوذ سوى سيد زكي وكيل مجلس الشعب السابق ورئيس اتحاد التعاونيات في فترة الثمانينيات والذي قيل إنه يرتبط بصلة قرابة مع أحمد عز.
في بداية التسعينات بدأ أحمد عز نشاطه الاقتصادي حينما تقدم للمهندس حسب الله الكفراوي وزير التعمير الأسبق بطلب الحصول على قطعة أرض في مدينة السادات لإقامة مصنع لدرفلة الحديد ولم تكن قيمته تتجاوز 200 ألف جنيه وحتى عام 1995 لم يكن هناك على الساحة شخص يدعي أحمد عز – مع بداية هذا العام بدأت استثمارات عز مع مشروع سيراميك الجوهرة وبدأت صور أحمد عز تظهر للمرة الأولى على صفحات جريدة الأهرام المتخصصة في الاقتصاد والإنتاج ونحن نعرف سمعة تلك الصفحات التي يدفع لها رجال الأعمال من أجل البحث عن مزيد من النجومية التي تفيد في السوق وتساعد كثيرا في أنظمة التحايل ... هكذا كانت بداية الظهور ظهور برشوة.
أصبح ظهور عن طبيعيا بعد المساحات الكبيرة التي نشرت في هذه الصفحات لتتحدث عن استثماراته، وكان عز وقتها يبحث عن مظلة تحميه وجدها في شخص نجل الرئيس، حتى شهد مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 1996 والظهور الأول للثنائي الذي لن يفترق بعد ذلك وشاهد الناس كلها أحمد عز وهو يجلس باسما بجوار جمال مبارك .. وهو يبحث عن عيون الكاميرات التي ترضي غروره وتمنحه صورة الانطلاق بجوار ابن الرئيس الدفع الفوري له أهمية كبرى في حياة أحمد عز ومثلما دفع للصفحات المتخصصة بالأهرام، دفع أيضا لجمال مبارك ولكن بطريق غير مباشر، فقد أدرك عن أن صورته التي ظهر فيها بجوار نجل الرئيس ثمنها غال فبادر بالحفاظ على علاقته بجمال وكان أول المساهمين في جمعية جيل المستقبل التي بدأ بها جمال مبارك رحلة صعوده وكان هذا عام 1998 ، من 1998 حتى 2000 كان أحمد عز يجني ثمار توطيد علاقته مع جمال مبارك فقد شهدت تلك الفترة نموا هائلا في استثمارات رجل لا يعرفه أحد، بدأ يحتكر صناعة السيراميك مع أبو العينين وزاد نشاط مصنع الحديد وأنشأ شركة للتجارة الخارجية وامتلك مثله مثل مجموعة من رجال الأعمال المقربين من السلطة مساحات من الأراضي في السويس وتوشكى وأصبح وكيلا لاتحاد الصناعات ولكن اللعبة الكبرى كانت عام 1999 حيث استغل عز أزمة السيولة التي تعرضت لها شركة الإسكندرية الوطنية للحديد والصلب الدخيلة بسبب سياسات الإغراق التي سمحت بها الحكومة للحديد القادم من أوكرانيا ودول الكتلة الشرقية فتقدم بعرض للمساهمة في رأس المال، وبالفعل تم نقل 500ر543 سهم من اتحاد العاملين المساهمين بشركة الدخيلة لصالح شركة عز لصناعة حديد التسليح وبعد شهر واحد تم إصدار ثلاثة ملايين سهم لصالح العز بقيمة 456 مليون جنيه وبعد ذلك وفي شهر ديسمبر من فنس السنة أصبح عز رئيسا لمجلس إدارة الدخيلة ومحتكر لإنتاج البيليت الخاص بحديد التسليح وهذا التعيين جاء مريبا لأنه تم على أساس أن عز يمتلك 27% من أسهم الدخيلة رغم أنه لم يقم بسداد ثمن الأسهم التي اشتراها.
جنى عز ثمار ما دفعه كمساهمة في جمعية جمال مبارك في سنتين فقط على المستوى المادي بعدها بدأ ي جني الثمار على المستوى السياسي فبدون أي مقدمات وجد أحمد عز نفسه في فبراير 2002 عضوا في الأمانة العامة للحزب الوطني ضمن الهوجة الأولى لدخول رجال الأعمال مجال العمل السياسي على يد السيد جمال مبارك، وكان دخول عز متوازيا مع جمال مبارك وهو التوازي الذي سيستمر كثيرا غير أن أحمد عز سبق جمال مبارك ورشح نفسه في انتخابات 2000 وتم تفصيل دائرة منوف على مقاسه على اعتبار أن مصانعه موجودة بمدينة السادات وأصوات العمال وحدها كفيلة بنجاحه وهو ما كان وفجأة أصبح أحمد عز وبدون أي مقدمات كذلك رئيسا للجنة التخطيط والموازنة في مجلس الشعب وفي الوقت نفسه أصبح أحمد عز زميلا لجمال مبارك ضمن لجنة الإصلاح التي تشكلت في الحزب الوطني بعد الأداء الضعيف للحزب في الانتخابات وفي سبتمبر 2002 كان المؤتمر العام للحزب وكان أحمد عز على موعد مع لعبته القديمة التي تفتح أمامه الأبواب المغلقة إنها لعبة الدفع الفوري أنفق عز بسخاء على المؤتمر وكالعادة حصد ما دفعه وأصبح عضوا في أمانة السياسات ولم يكن مجرد عضو عادي بل كان من المسيطرين والمحركين الأساسيين كما قال الدكتور أسامة الغزالي حرب بعد خروجه من الحزب وأصبح واضحا للكل أن عز قد أصبح رجل جمال مبارك الذي أسند له وبدون مقدمات أيضا رئاسة لجنة الحفاظ على الأراضي الزراعية وفي عام 2003 كان هناك تدشين رسمي لتلك العلاقة حينما كان أحمد عز رفيقا لجمال مبارك أثناء سفره إلى الولايات المتحدة.
وكان عز يأبى أن تمر عليه السنة دون أن يحصل على قوة ونفوذ أكبر، جاء عام 2004 ليحصل على منصب أمين العضوية وهو المنصب الخطير داخل الحزب الوطني ولكي تعرف مدى أهميته يكفي أن تعرف أنه كان منصب كمال الشاذلي في وقت ما وبالتزامن بدأت فائدة الغطاء السياسي الذي اشتراه عز بفلوسه تظهر تعامل مجلس الشعب مع استجواب النائب أبو العز الحريري ضد أحمد عز بالمزيد من البيروقراطية حتى تم تعطيله .
وفي عام 2005 عاد أحمد عز للعبته القديمة الدفع الفوري وقام بتمويل حملة الرئيس الانتخابية وكالعادة لم يخرج من المولد بلا حمص بل حصل على أهم منصب في الحزب وهو أمين التنظيم وللصدفة كان أيضا منصب كمال الشاذلي، لأن عز لا يحصل على مكاسبه بالقطعة فقد حصل بالتزامن على مكاسب طائلة نتيجة احتكاره الحديد وارتفاع سعر الطن والمضاربة في البورصة تحت غطاء حماية سياسية سمح له بالتلاعب الذي جعله يربح 1200 مليون جنيه فيما لا يقل عن ثلاث ثواني بعدما هبط سعر حديد الدخيلة بدون مبرر وبدون سبب من 1300 جنيه إلى 1030 وهي اللحظة التي اشترى فيها عز حوالي 4 ملايين سهم.
هذه الحياة التي بدأها أحمد عز في أوائل التسعينات وانتهى بها وهو يحمل ثروة تقدر بحوالي 40 مليار جنيه دون أن تقوم الدولة بمساءلته من أين لك هذا؟ بل وقامت بحمايته من استجوابات نواب الشعب ووفرت له الغطاء القانوني والسياسي في الكثير من الأحيان من أجل تحقيق تلك المكاسب التي لا سند لها تقابلها حياة أخرى بدأها الشاطر اقتصاديا في أوائل الثمانينيات تنتهي الآن بثروة يقدرها البعض بحوالي 40 مليون جنيه وتقدرها الدولة بحوال 15 مليون جنيه فقط ومع ذلك تتهم الرجل بغسيل الأموال وكأن الحصول على 15 مليون جنيه في نظر الحكومة المصرية يحتاج لمجهود شاق يفوق مجهود الحصول على 40 مليار جنيه، وبعيدا عن اللوغريتمات الحكومية ويجد خيرت الشاطر أو الصقر الكامن الذي يرعب حكومة مبارك بأكملها ولد في الدقهلية عام 1950 ومتزوج وله عشرة أولاد وثمانية أحفاد طبعا أسرة خيرت الشاطر متماسكة وطبيعية ولم نسمع في يوم إشاعة على الرجل تقول بأنه يسعى خلف راقصة معينة أو فنانة جميلة بينما هناك شائعات تنشرها الصحف ويسمعها الناس عن علاقة بين عز وميرفت أمين قد تنتهي بالجواز وغيرها من الفنانات.
خيرت الشاطر حاصل على بكالوريوس هندسة الإسكندرية بالإضافة إلى عدة شهادات أخرى لا يحلم بها أحمد عز أو لا يهتم بها من الأصل مثل ماجستير الهندسة من جامعة المنصورة- وليسانس الآداب جامعة عين شمس قسم اجتماع - ودبلوم الدراسات الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية – ودبلوم المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة – ودبلوم إدارة الأعمال جامعة عين شمس – ودبلوم التسويق الدولي جامعة حلوان
أصبح ظهور عن طبيعيا بعد المساحات الكبيرة التي نشرت في هذه الصفحات لتتحدث عن استثماراته، وكان عز وقتها يبحث عن مظلة تحميه وجدها في شخص نجل الرئيس، حتى شهد مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 1996 والظهور الأول للثنائي الذي لن يفترق بعد ذلك وشاهد الناس كلها أحمد عز وهو يجلس باسما بجوار جمال مبارك .. وهو يبحث عن عيون الكاميرات التي ترضي غروره وتمنحه صورة الانطلاق بجوار ابن الرئيس الدفع الفوري له أهمية كبرى في حياة أحمد عز ومثلما دفع للصفحات المتخصصة بالأهرام، دفع أيضا لجمال مبارك ولكن بطريق غير مباشر، فقد أدرك عن أن صورته التي ظهر فيها بجوار نجل الرئيس ثمنها غال فبادر بالحفاظ على علاقته بجمال وكان أول المساهمين في جمعية جيل المستقبل التي بدأ بها جمال مبارك رحلة صعوده وكان هذا عام 1998 ، من 1998 حتى 2000 كان أحمد عز يجني ثمار توطيد علاقته مع جمال مبارك فقد شهدت تلك الفترة نموا هائلا في استثمارات رجل لا يعرفه أحد، بدأ يحتكر صناعة السيراميك مع أبو العينين وزاد نشاط مصنع الحديد وأنشأ شركة للتجارة الخارجية وامتلك مثله مثل مجموعة من رجال الأعمال المقربين من السلطة مساحات من الأراضي في السويس وتوشكى وأصبح وكيلا لاتحاد الصناعات ولكن اللعبة الكبرى كانت عام 1999 حيث استغل عز أزمة السيولة التي تعرضت لها شركة الإسكندرية الوطنية للحديد والصلب الدخيلة بسبب سياسات الإغراق التي سمحت بها الحكومة للحديد القادم من أوكرانيا ودول الكتلة الشرقية فتقدم بعرض للمساهمة في رأس المال، وبالفعل تم نقل 500ر543 سهم من اتحاد العاملين المساهمين بشركة الدخيلة لصالح شركة عز لصناعة حديد التسليح وبعد شهر واحد تم إصدار ثلاثة ملايين سهم لصالح العز بقيمة 456 مليون جنيه وبعد ذلك وفي شهر ديسمبر من فنس السنة أصبح عز رئيسا لمجلس إدارة الدخيلة ومحتكر لإنتاج البيليت الخاص بحديد التسليح وهذا التعيين جاء مريبا لأنه تم على أساس أن عز يمتلك 27% من أسهم الدخيلة رغم أنه لم يقم بسداد ثمن الأسهم التي اشتراها.
جنى عز ثمار ما دفعه كمساهمة في جمعية جمال مبارك في سنتين فقط على المستوى المادي بعدها بدأ ي جني الثمار على المستوى السياسي فبدون أي مقدمات وجد أحمد عز نفسه في فبراير 2002 عضوا في الأمانة العامة للحزب الوطني ضمن الهوجة الأولى لدخول رجال الأعمال مجال العمل السياسي على يد السيد جمال مبارك، وكان دخول عز متوازيا مع جمال مبارك وهو التوازي الذي سيستمر كثيرا غير أن أحمد عز سبق جمال مبارك ورشح نفسه في انتخابات 2000 وتم تفصيل دائرة منوف على مقاسه على اعتبار أن مصانعه موجودة بمدينة السادات وأصوات العمال وحدها كفيلة بنجاحه وهو ما كان وفجأة أصبح أحمد عز وبدون أي مقدمات كذلك رئيسا للجنة التخطيط والموازنة في مجلس الشعب وفي الوقت نفسه أصبح أحمد عز زميلا لجمال مبارك ضمن لجنة الإصلاح التي تشكلت في الحزب الوطني بعد الأداء الضعيف للحزب في الانتخابات وفي سبتمبر 2002 كان المؤتمر العام للحزب وكان أحمد عز على موعد مع لعبته القديمة التي تفتح أمامه الأبواب المغلقة إنها لعبة الدفع الفوري أنفق عز بسخاء على المؤتمر وكالعادة حصد ما دفعه وأصبح عضوا في أمانة السياسات ولم يكن مجرد عضو عادي بل كان من المسيطرين والمحركين الأساسيين كما قال الدكتور أسامة الغزالي حرب بعد خروجه من الحزب وأصبح واضحا للكل أن عز قد أصبح رجل جمال مبارك الذي أسند له وبدون مقدمات أيضا رئاسة لجنة الحفاظ على الأراضي الزراعية وفي عام 2003 كان هناك تدشين رسمي لتلك العلاقة حينما كان أحمد عز رفيقا لجمال مبارك أثناء سفره إلى الولايات المتحدة.
وكان عز يأبى أن تمر عليه السنة دون أن يحصل على قوة ونفوذ أكبر، جاء عام 2004 ليحصل على منصب أمين العضوية وهو المنصب الخطير داخل الحزب الوطني ولكي تعرف مدى أهميته يكفي أن تعرف أنه كان منصب كمال الشاذلي في وقت ما وبالتزامن بدأت فائدة الغطاء السياسي الذي اشتراه عز بفلوسه تظهر تعامل مجلس الشعب مع استجواب النائب أبو العز الحريري ضد أحمد عز بالمزيد من البيروقراطية حتى تم تعطيله .
وفي عام 2005 عاد أحمد عز للعبته القديمة الدفع الفوري وقام بتمويل حملة الرئيس الانتخابية وكالعادة لم يخرج من المولد بلا حمص بل حصل على أهم منصب في الحزب وهو أمين التنظيم وللصدفة كان أيضا منصب كمال الشاذلي، لأن عز لا يحصل على مكاسبه بالقطعة فقد حصل بالتزامن على مكاسب طائلة نتيجة احتكاره الحديد وارتفاع سعر الطن والمضاربة في البورصة تحت غطاء حماية سياسية سمح له بالتلاعب الذي جعله يربح 1200 مليون جنيه فيما لا يقل عن ثلاث ثواني بعدما هبط سعر حديد الدخيلة بدون مبرر وبدون سبب من 1300 جنيه إلى 1030 وهي اللحظة التي اشترى فيها عز حوالي 4 ملايين سهم.
هذه الحياة التي بدأها أحمد عز في أوائل التسعينات وانتهى بها وهو يحمل ثروة تقدر بحوالي 40 مليار جنيه دون أن تقوم الدولة بمساءلته من أين لك هذا؟ بل وقامت بحمايته من استجوابات نواب الشعب ووفرت له الغطاء القانوني والسياسي في الكثير من الأحيان من أجل تحقيق تلك المكاسب التي لا سند لها تقابلها حياة أخرى بدأها الشاطر اقتصاديا في أوائل الثمانينيات تنتهي الآن بثروة يقدرها البعض بحوالي 40 مليون جنيه وتقدرها الدولة بحوال 15 مليون جنيه فقط ومع ذلك تتهم الرجل بغسيل الأموال وكأن الحصول على 15 مليون جنيه في نظر الحكومة المصرية يحتاج لمجهود شاق يفوق مجهود الحصول على 40 مليار جنيه، وبعيدا عن اللوغريتمات الحكومية ويجد خيرت الشاطر أو الصقر الكامن الذي يرعب حكومة مبارك بأكملها ولد في الدقهلية عام 1950 ومتزوج وله عشرة أولاد وثمانية أحفاد طبعا أسرة خيرت الشاطر متماسكة وطبيعية ولم نسمع في يوم إشاعة على الرجل تقول بأنه يسعى خلف راقصة معينة أو فنانة جميلة بينما هناك شائعات تنشرها الصحف ويسمعها الناس عن علاقة بين عز وميرفت أمين قد تنتهي بالجواز وغيرها من الفنانات.
خيرت الشاطر حاصل على بكالوريوس هندسة الإسكندرية بالإضافة إلى عدة شهادات أخرى لا يحلم بها أحمد عز أو لا يهتم بها من الأصل مثل ماجستير الهندسة من جامعة المنصورة- وليسانس الآداب جامعة عين شمس قسم اجتماع - ودبلوم الدراسات الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية – ودبلوم المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة – ودبلوم إدارة الأعمال جامعة عين شمس – ودبلوم التسويق الدولي جامعة حلوان
وفي الوقت الذي كان فيه أحمد عز يتعلم كيف يلعب على الدرامز أو يبحث فيه عن ملهى ليلي أو فندق خمس نجوم للعمل ضمن فرقة موسيقية كان خيرت الشاطر طالب إعدادي هندسة يقود انتفاضة الطلبة 68 ويقيم معسكرا داخل كليته التي حاصرتها قوات الأمن ويحمس الطلاب ويسيطر على انفعالات أصدقائه رغم أنه كان الأصغر سنا وينتهي الحصار ويذهب خيرت إلى معتقل الحضرة وتصدر الدولة قرارا خاصا بتجنيد خيرت الشاطر رغم أنه لم يبلغ السن القانونية لدخول الجيش ويعود في 1972 ليقود الطلاب مرة أخرى في حركة طلابية جديدة عام 1973 ويلقبه زملائه بالزعيم.
كان خيرت الشاطر طالبا مجتهدا وصاحب سمعة طيبة بين زملائه هاديء الصوت لا ينفعل كان نموذجا للأبن المصري الذي تتمناه في بيوتنا يحصل على تقدير امتياز في كهرباء الاتصال ويتم اضطهاده بسبب نضاله السياسي، وكما يغلقون شركاته الأن بسبب نضاله السياسي قانون من قبل يرفض تعيينه في الجامعة بسبب قيادته للحركة الطلابية فيعود الشاطر إلى المنصورة ويتم تعيينه بجامعتها التي كانت جديدة وفي حاجة للأساتذة والمعيدين وظل بالجامعة حتى أصبح مدرسا مساعدا بكلية الهندسة حتى عام 1981 حينما أصدر السادات قرارا بنقله خارج الجامعة ضمن قرارات سبتمبر 1981.
سافر بعدها خيرت الشاطر إلى دول الخليج ثم ذهب إلى لندن للحصول على الدكتوراة وبدأ نشاطه التجاري من هناك فقد ورث خيرت الشاطر عن والده تجاره وأراضي زراعية وكان والده من التجار المشهورين في الدقهلية.عاد خيرت الشاطر من السفر وأسس مع حسن مالك المعتقل معه الآن شركة سلسبيل والتي كانت من أولى وكبرى شركات الحاسب الآلي في مصر بالإضافة إلى عدة مشروعات أخرى مثل تنظيم وإدارة المعارض إلى عدة مشروعات أخرى مثل تنظيم وإدارة المعارض الكبرى وتمليك المشروعات الصغيرة بالتقسيط وإنشاء سلاسل من محلات تجارية في مجالات مختلفة بالإضافة إلى تأسيس شركة لتصدير الخامات للخارج والعمل في المجال الزراعي والحيواني.
ونظرا للنجاحات التي بدأ يحققها خيرت الشاطر تم اختياره عضوا في مجلس إدارة المصرف الإسلامي ومجلس إدارة بنك المهندس والعديد من الشركات المساهمة الأخرى.وفي الوقت الذي بدأ فيه مشروع سلسبيل يتطور وبدأ خيرت الشاطر في استيراد التجهيزات اللازمة لتصنيع الحاسب الآلي في مصر وبعد أن وصلت المعدات إلى ميناء الإسكندرية تم القبض عليه وتقديمه للمحاكمة ومصادرة كل الإجهزة وإغلاق الشركة وبعد 11 شهرا تم تبرئته ولكن ظلت الشركة مغلقة ولم يحصل على أمواله حتى الآن.
ولك أن تتخيل أننا كنا في ذلك الوقت 1992 نملك إمكانية وجود شركة مصرية تصنع الحاسب الآلي في القاهرة ... لك أن تتخيل كم الخسارة التي خسرتها مصر والفرصة التي أهدرها الجهاز الأمني في أن تكون مصر الدولة رائدة بجد في ذلك المجال على مستوى منطقة الشرق الأوسط ولكن تقول لمين؟وحتى تعرف الفرق بين رجل الأعمال الذي تزوج الحكومة ورجل الأعمال الذي تضطهده الحكومة راجع التواريخ وستجد أنه لم تكن تمر سنة على أحمد عز إلا حصل على مكسب مادي من الهواء أو منصب سياسي غير مبرر بينما لم تكن تمر سنوات على خيرت الشاطر إلا وكانت الدولة تستضيفه في سجونها وتغلق له شركاته وتصادر أمواله.
عام 1995 شهد اعتقال آخر لخيرت الشاطر حيث حكم عليه بخمس سنوات خرج منها ليستأنف نشاطه الاقتصادي في مجال الأدوية وتصدير المنسوجات للخارج وأسس في ذلك الوقت شركات مثل حياة للأدوية والأنوار للأدوات الكهربائية ومالك ورواج وغيرها.
في هذه الأيام حدث نفس السيناريو بالضبط في الوقت الذي كان فيه خيرت الشاطر يقوم بشراء ارض في 6 أكتوبر من أجل أنشاء مصنع لتصنيع الأثاث على الطراز التركي يعمل به آلاف العمال المصريين قامت الدولة بالقبض عليه ومصادرة أمواله... هل تعرف مقدار الأموال المديونة بها الدولة لخيرت الشاطر منذ عام 1992 وحتى الآن؟ أعتقد أنها كثيرة جدا ويمكن أن تكون هي نفس الفلوس التي تمنحها الدولة لأحمد عز ليقوم بغسيلها على اعبتار أنها مجهولة المصدر.
الفرق بالطبع كبير بين أحمد عز الذي يمثل رجل أعمال الدولة وخيرت الشاطر رجل أعمال الإخوان الذي تضطهده الدولة ففي الوقت الذي كانت مشروعات خيرت الشاطر الاقتصادية تحمل الصفة التنموية "حاسبات أدوية وغيرها" أي مشروعات تفيد البلد وتوفر مساحة من العمالة لصناعة جديدة ومهمة وحيوية مصر في حاجة إليها فإن أموال أحمد عز كلها تأتي على حساب الشعب المصري سواء عن طريق التعامل في البورصة أو احتكار الحديد أو سياسة إغراق السوق وبينما كان خيرت الشاطر ينشر مشروعاته التجارية في الشمال والجنوب الذي لا تهتم به الحكومة ويفتح المزيد من بيوت العاملين كان أحمد عز يساهم باحتكاره في إفلاس أكثر من 20 ألف شركة مقاولات بسبب أسعار الحديد التي كان يحددها بمزاجه محتكرها الأول وكان عدد كبير من أصحاب مصانع الحديد يهدد بتصفية أموالها والهجرة بسبب هيمنة أحمد عز على السوق.
وإذا كنا لم نسمع أو لم تقل لنا الحكومة إنه في يوم ما كان خيرت الشاطر مديونا لها أو متهرب من دفع الضرائب فإننا سمعنا ومن تحت قبة البرلمان أن أحمد عز مديونا للدولة المصرية بحوالي 500 مليون جنيه وقد جاء هذا في استجواب قدمه النائب حمدي حسن في العام الماضي جاء فيه أن أحمد عز لم يدفع للدولة حق استغلاله لرصيف التعدين بميناء الدخيلة فلماذا تتغاضى الدولة عن حقها الذي يستغله أحمد عز بينما تقوم بسرقة ومصادرة أموال خيرت الشاطر عقابا له على انتمائه الفكري .
وإذا كان تعرف لم يتم توجيه أي اتهام بالسرقة أو بالتلاعب لرجل الأعمال خيرت الشاطر بالاستجوابات وكراتين الأوراق التي تدين عز لدى نواب مثل محمد عبد العليم داود وسعد عبود ومحمد أنور السادات يرفض مجلس الشعب التعامل معها بجدية إرضاء لأحمد عز أشهرها استجواب النائب طلعت السادات المقدم العام الماضي عن ثروة عز الظاهرة فقط والتي قدرت بحوالي 40 مليار وحصوله على 15 ألف فدان في أراضي خليج السويس والتلاعب في البوصة .
ولم يرد أحمد عز ولا رجاله ولا المتحدثون باسمه حتى الآن على هذه الاتهامات الوارده في الإستجواب اللهم إلا إذا كان سجن طلعت السادات هو الرد الوحيد على هذه التهم.
هذا بخلاف الإستجواب الشهير للنائب أبو العز الحريري الذي جاء معتمدا على أرقام الجهاز المركزي للمحاسبات والذي جاء فيه أن عز استولى على شركة الدخيلة رغم أنه لا يملك سوى 30% من الأسهم بالإضافة إلى احتكار عز للحديد تسبب في إهدار 32 مليار جنيه من مال الدولة العام خلال أربعة أعوام فقط.
تهمة خيرت الشاطر هي تمويل الجماعة المحظورة بينما الفرخة التي تبيض ذهبا لأحمد عز هي تمويل الحزب الوطني ونجل الرئيس وإذا كان عز ينفق على مسئولي الحكومة ويقوم بتصدير الحديد لإسرائيل بثمن مخفض فإن جزءا من أموال الشاطر كما قال الحكومة بنفسها يذهب لتمويل حركة المقاومة حماس .. أليس من يمول المقاومة الفلسطينية أفضل مليون مرة ممن يقوم برشوة مسئولين فاسدين؟وإذا كان خيرت الشاطر يشتغل أمواله كما تقول الحكومة تمويل أنشطة الإخوان التي تعارض النظام فإن المهندس أحمد عز يشتغل أمواله في جمع نواب الوطني وحشدهم في جلسات تمديد قانون الطوارئ الذي يكتم على أنفاس مصر.المقارنة مازالت مستمرة وفيها التالي، الرئيس مبارك يذهب بكل سعادة ويبتسم للمصورين وهو يفتتح مشروعات أحمد عز التي يقيمها بفلوس الغلابة من المواطنين بينما يرسل الرئيس مبارك رجال جهازه الأمني إلى خيرت الشاطر كلما أراد أن يفتتح مشروعا جديدا حيث يقومون يوضع يد خيرت الشاطر في الكلابشات وإغلاق مصنعة ومصادرة أمواله حدث ذلك مع سلسبيل وحدث أيضا مع مصنع الأثاث.
المزيد من الفروق فتابعوناأحمد عز العقل المخطط للحزب وقائد الانتخابات الأخيرة نال هزيمة بالضربة القاضية أمام خيرت الشاطر العقل المدبر للإخوان حينما نجح الإخوان في اكتساح الانتخابات والحصول على 88 مقعدا ولولا تدخل الأمن وتحول المستقلين لكانت هزيمة وهذا يعني أن خيرت الشاطر الرجل صاحب التاريخ النضالي قادر على هزيمة عز سياسيا في أي مواجهة وهي بالفعل المواجهة التي طلب الشاطر من أبنائه وهو خلف القضبان أثناء محاكمته أن يعلنوا تحديه لأي مسئول حكومي من أول رئيس الجمهورية وحتى أصغر وزير في مناظر على الهواء مباشرة قانونيا واقتصاديا وسياسيا وتعهد بهزيمتهم وفضحهم لو تجرأوا ووافقوا على ذلكالفروق الإنسانية بين عز والشاطر حاضرة بقوة والفجوة واسعة بين رجل أعمال تضطهده الحكومة لأنه شريف ويدافع عن فكره سياسية تعارض الحكومة ورجل أعمال تساعده الدولة على نهب ثروة عامة لمجرد أنه يمول الحملات الانتخابية لحزب الرئيس و لرئيس الحزب. بعد تلك السطور الطويلة السابقة عموما أعتقد أنه لا توجد مقارنة أسهل من تلك الموجودة في هذه السطور لأن النتيجة كانت محسومة حتى من قبل التفكير فيها قلنا قد يثق في السلطان ويظل يأمل منه خيرا ولكنه إن سلم على أحد رجاله سيسرع بعدها لكي يقوم بعد أصابعه
كان خيرت الشاطر طالبا مجتهدا وصاحب سمعة طيبة بين زملائه هاديء الصوت لا ينفعل كان نموذجا للأبن المصري الذي تتمناه في بيوتنا يحصل على تقدير امتياز في كهرباء الاتصال ويتم اضطهاده بسبب نضاله السياسي، وكما يغلقون شركاته الأن بسبب نضاله السياسي قانون من قبل يرفض تعيينه في الجامعة بسبب قيادته للحركة الطلابية فيعود الشاطر إلى المنصورة ويتم تعيينه بجامعتها التي كانت جديدة وفي حاجة للأساتذة والمعيدين وظل بالجامعة حتى أصبح مدرسا مساعدا بكلية الهندسة حتى عام 1981 حينما أصدر السادات قرارا بنقله خارج الجامعة ضمن قرارات سبتمبر 1981.
سافر بعدها خيرت الشاطر إلى دول الخليج ثم ذهب إلى لندن للحصول على الدكتوراة وبدأ نشاطه التجاري من هناك فقد ورث خيرت الشاطر عن والده تجاره وأراضي زراعية وكان والده من التجار المشهورين في الدقهلية.عاد خيرت الشاطر من السفر وأسس مع حسن مالك المعتقل معه الآن شركة سلسبيل والتي كانت من أولى وكبرى شركات الحاسب الآلي في مصر بالإضافة إلى عدة مشروعات أخرى مثل تنظيم وإدارة المعارض إلى عدة مشروعات أخرى مثل تنظيم وإدارة المعارض الكبرى وتمليك المشروعات الصغيرة بالتقسيط وإنشاء سلاسل من محلات تجارية في مجالات مختلفة بالإضافة إلى تأسيس شركة لتصدير الخامات للخارج والعمل في المجال الزراعي والحيواني.
ونظرا للنجاحات التي بدأ يحققها خيرت الشاطر تم اختياره عضوا في مجلس إدارة المصرف الإسلامي ومجلس إدارة بنك المهندس والعديد من الشركات المساهمة الأخرى.وفي الوقت الذي بدأ فيه مشروع سلسبيل يتطور وبدأ خيرت الشاطر في استيراد التجهيزات اللازمة لتصنيع الحاسب الآلي في مصر وبعد أن وصلت المعدات إلى ميناء الإسكندرية تم القبض عليه وتقديمه للمحاكمة ومصادرة كل الإجهزة وإغلاق الشركة وبعد 11 شهرا تم تبرئته ولكن ظلت الشركة مغلقة ولم يحصل على أمواله حتى الآن.
ولك أن تتخيل أننا كنا في ذلك الوقت 1992 نملك إمكانية وجود شركة مصرية تصنع الحاسب الآلي في القاهرة ... لك أن تتخيل كم الخسارة التي خسرتها مصر والفرصة التي أهدرها الجهاز الأمني في أن تكون مصر الدولة رائدة بجد في ذلك المجال على مستوى منطقة الشرق الأوسط ولكن تقول لمين؟وحتى تعرف الفرق بين رجل الأعمال الذي تزوج الحكومة ورجل الأعمال الذي تضطهده الحكومة راجع التواريخ وستجد أنه لم تكن تمر سنة على أحمد عز إلا حصل على مكسب مادي من الهواء أو منصب سياسي غير مبرر بينما لم تكن تمر سنوات على خيرت الشاطر إلا وكانت الدولة تستضيفه في سجونها وتغلق له شركاته وتصادر أمواله.
عام 1995 شهد اعتقال آخر لخيرت الشاطر حيث حكم عليه بخمس سنوات خرج منها ليستأنف نشاطه الاقتصادي في مجال الأدوية وتصدير المنسوجات للخارج وأسس في ذلك الوقت شركات مثل حياة للأدوية والأنوار للأدوات الكهربائية ومالك ورواج وغيرها.
في هذه الأيام حدث نفس السيناريو بالضبط في الوقت الذي كان فيه خيرت الشاطر يقوم بشراء ارض في 6 أكتوبر من أجل أنشاء مصنع لتصنيع الأثاث على الطراز التركي يعمل به آلاف العمال المصريين قامت الدولة بالقبض عليه ومصادرة أمواله... هل تعرف مقدار الأموال المديونة بها الدولة لخيرت الشاطر منذ عام 1992 وحتى الآن؟ أعتقد أنها كثيرة جدا ويمكن أن تكون هي نفس الفلوس التي تمنحها الدولة لأحمد عز ليقوم بغسيلها على اعبتار أنها مجهولة المصدر.
الفرق بالطبع كبير بين أحمد عز الذي يمثل رجل أعمال الدولة وخيرت الشاطر رجل أعمال الإخوان الذي تضطهده الدولة ففي الوقت الذي كانت مشروعات خيرت الشاطر الاقتصادية تحمل الصفة التنموية "حاسبات أدوية وغيرها" أي مشروعات تفيد البلد وتوفر مساحة من العمالة لصناعة جديدة ومهمة وحيوية مصر في حاجة إليها فإن أموال أحمد عز كلها تأتي على حساب الشعب المصري سواء عن طريق التعامل في البورصة أو احتكار الحديد أو سياسة إغراق السوق وبينما كان خيرت الشاطر ينشر مشروعاته التجارية في الشمال والجنوب الذي لا تهتم به الحكومة ويفتح المزيد من بيوت العاملين كان أحمد عز يساهم باحتكاره في إفلاس أكثر من 20 ألف شركة مقاولات بسبب أسعار الحديد التي كان يحددها بمزاجه محتكرها الأول وكان عدد كبير من أصحاب مصانع الحديد يهدد بتصفية أموالها والهجرة بسبب هيمنة أحمد عز على السوق.
وإذا كنا لم نسمع أو لم تقل لنا الحكومة إنه في يوم ما كان خيرت الشاطر مديونا لها أو متهرب من دفع الضرائب فإننا سمعنا ومن تحت قبة البرلمان أن أحمد عز مديونا للدولة المصرية بحوالي 500 مليون جنيه وقد جاء هذا في استجواب قدمه النائب حمدي حسن في العام الماضي جاء فيه أن أحمد عز لم يدفع للدولة حق استغلاله لرصيف التعدين بميناء الدخيلة فلماذا تتغاضى الدولة عن حقها الذي يستغله أحمد عز بينما تقوم بسرقة ومصادرة أموال خيرت الشاطر عقابا له على انتمائه الفكري .
وإذا كان تعرف لم يتم توجيه أي اتهام بالسرقة أو بالتلاعب لرجل الأعمال خيرت الشاطر بالاستجوابات وكراتين الأوراق التي تدين عز لدى نواب مثل محمد عبد العليم داود وسعد عبود ومحمد أنور السادات يرفض مجلس الشعب التعامل معها بجدية إرضاء لأحمد عز أشهرها استجواب النائب طلعت السادات المقدم العام الماضي عن ثروة عز الظاهرة فقط والتي قدرت بحوالي 40 مليار وحصوله على 15 ألف فدان في أراضي خليج السويس والتلاعب في البوصة .
ولم يرد أحمد عز ولا رجاله ولا المتحدثون باسمه حتى الآن على هذه الاتهامات الوارده في الإستجواب اللهم إلا إذا كان سجن طلعت السادات هو الرد الوحيد على هذه التهم.
هذا بخلاف الإستجواب الشهير للنائب أبو العز الحريري الذي جاء معتمدا على أرقام الجهاز المركزي للمحاسبات والذي جاء فيه أن عز استولى على شركة الدخيلة رغم أنه لا يملك سوى 30% من الأسهم بالإضافة إلى احتكار عز للحديد تسبب في إهدار 32 مليار جنيه من مال الدولة العام خلال أربعة أعوام فقط.
تهمة خيرت الشاطر هي تمويل الجماعة المحظورة بينما الفرخة التي تبيض ذهبا لأحمد عز هي تمويل الحزب الوطني ونجل الرئيس وإذا كان عز ينفق على مسئولي الحكومة ويقوم بتصدير الحديد لإسرائيل بثمن مخفض فإن جزءا من أموال الشاطر كما قال الحكومة بنفسها يذهب لتمويل حركة المقاومة حماس .. أليس من يمول المقاومة الفلسطينية أفضل مليون مرة ممن يقوم برشوة مسئولين فاسدين؟وإذا كان خيرت الشاطر يشتغل أمواله كما تقول الحكومة تمويل أنشطة الإخوان التي تعارض النظام فإن المهندس أحمد عز يشتغل أمواله في جمع نواب الوطني وحشدهم في جلسات تمديد قانون الطوارئ الذي يكتم على أنفاس مصر.المقارنة مازالت مستمرة وفيها التالي، الرئيس مبارك يذهب بكل سعادة ويبتسم للمصورين وهو يفتتح مشروعات أحمد عز التي يقيمها بفلوس الغلابة من المواطنين بينما يرسل الرئيس مبارك رجال جهازه الأمني إلى خيرت الشاطر كلما أراد أن يفتتح مشروعا جديدا حيث يقومون يوضع يد خيرت الشاطر في الكلابشات وإغلاق مصنعة ومصادرة أمواله حدث ذلك مع سلسبيل وحدث أيضا مع مصنع الأثاث.
المزيد من الفروق فتابعوناأحمد عز العقل المخطط للحزب وقائد الانتخابات الأخيرة نال هزيمة بالضربة القاضية أمام خيرت الشاطر العقل المدبر للإخوان حينما نجح الإخوان في اكتساح الانتخابات والحصول على 88 مقعدا ولولا تدخل الأمن وتحول المستقلين لكانت هزيمة وهذا يعني أن خيرت الشاطر الرجل صاحب التاريخ النضالي قادر على هزيمة عز سياسيا في أي مواجهة وهي بالفعل المواجهة التي طلب الشاطر من أبنائه وهو خلف القضبان أثناء محاكمته أن يعلنوا تحديه لأي مسئول حكومي من أول رئيس الجمهورية وحتى أصغر وزير في مناظر على الهواء مباشرة قانونيا واقتصاديا وسياسيا وتعهد بهزيمتهم وفضحهم لو تجرأوا ووافقوا على ذلكالفروق الإنسانية بين عز والشاطر حاضرة بقوة والفجوة واسعة بين رجل أعمال تضطهده الحكومة لأنه شريف ويدافع عن فكره سياسية تعارض الحكومة ورجل أعمال تساعده الدولة على نهب ثروة عامة لمجرد أنه يمول الحملات الانتخابية لحزب الرئيس و لرئيس الحزب. بعد تلك السطور الطويلة السابقة عموما أعتقد أنه لا توجد مقارنة أسهل من تلك الموجودة في هذه السطور لأن النتيجة كانت محسومة حتى من قبل التفكير فيها قلنا قد يثق في السلطان ويظل يأمل منه خيرا ولكنه إن سلم على أحد رجاله سيسرع بعدها لكي يقوم بعد أصابعه
No comments:
Post a Comment