Sunday, July 15, 2007

11 ساعه فى صحراء الهايكستب

احدى عشر ساعه فى صحراء الهايكستب



احدى عشر ساعه فى الحر الشديد
احدى عشر ساعه بدون طعام
احدى عشر ساعه بدون ماء كافى
احدى عشر ساعه نشاهد مسرحيه وهميه يمثلها القاضى و مساعديه بكل سذاجه




بدايه صعبه






بدأ اليوم فى تمام الساعه التاسعه صباحا , حيث تواجد الاهالى و وسائل الاعلام . و لكن الاهالى واجهوا صعوبة شديدة فى الدخول و فى الحصول على التصريحات, حتى المحامين لم يدخلوا جميعهم و حتي من دخل واجه صعوبات عديده و عانى معاناة شديده للحصول على التصريح.




بدأ الدخول فى حوالى الساعه الحادية عشر بأهالى المعتقلين من الدرجه الاولى فقط , و تبعهم بعض المحامين , و استمر موظفين التصريحات فى اعطاء التصريحات للمحامين لوقت قد يصل الى ساعه ثم عادت للأهالى من الدرجه الثانيه و الاقارب.

وصلنا الى قاعة المحكمه لنجد الأصلاحيين الشرفاء فى هذا القفص الحقير الذى لا يليق بمكانتهم و من حولهم الاهالى متعلقون بالاسوار ليظفروا بكلمة او حتى نظره من ذويهم . ظل الحال هكذا الى ان ارتفع صوت ربانى من داخل القفص , صوت شجى ايمانى يردد الاذان , فتبينت فأذا به صوت الاصلاحى المهندس احمد النحاس , أذن و رددت القاعة وراءه الاذان ثم بدأت الصلاة من داخل القفص و نحن ورائهم.


و بدات المهزله

و فى حوالى الساعه الواحده و النصف دخل القاضى قاعة المحكمة و بدأت المهزله كالعاده بالنداء على اسماء المعتقلين لمعرفة الغياب و الحضور. اخذ القاضي يلقي بالتهم الساذجة السخيفه التى لا اصل لها و لا دليل . ثم قرر ان يبدأ بفك الاحراز و لكن الاستاذ عبد المنعم استوقفه و طلب منه الاستماع الى الدفاع اولا. و شرع الدفاع يطعن فى دستورية المحكمه و يطلب وقف هذه المهزله.و لكن طلبه باء بالرفض المباشر دون اى مداولات أو تشاور. و طلب القاضي ان يبدأ بفك الاحراز و لكن الدفاع رفض , و اخذ عدة محامين يطعنون ثانية و يرفضون فكرة فك الاحراز . و بين كل محامى و الاخر يصيح القاضي قائلا: " ها يا استاذ عبد المنعم نفك الاحراز ؟ ", و يجيبه الاستاذ " لا مش دلوقتي يا ريس ". الى ان قالها مرة فرد عليه عبد المنعم " احنا طعنا يا ريس و طعننا اترفض دون اي مداولات لذا على المحكمة الموقره ان تفعل ما تريد " .


اخيرا هفتح الكراتين

ففرح القاضي بالأذن و اخذ يفتح الكراتين و يفك الاحراز وحده تماما دون ان يراه الدفاع او الاهالى او حتي المتهمون نفسهم , فقطعه الدفاع معترضا و طلب ان يحضر المتهم و معه المحامي ليتاكدوا من الاحراز و ليبدوا ملاحظاتهم عليها. فوافق القاضى و امر الشرطه العسكريه بان تُخرج المهندس خيرت الشاطر من القفص , فذهبوا ليحضروه و لكنهم كانوا يريدون ان يقيضوا يداه الشريفه فرفض و قال لن اخرج مقيد اليدين فأمر القاضي ان يخرج دون قيوض.




و فى ترقب شديد من الاهالى اذا بأسد الدعوه يخرج من القفص و ترتفع اصوات التصفيق الشديد بالقاعه ترحيبا به.
ثم تم فك احرازه و التى اتضح ان معظمها ليس ملكا له و اول مرة يراها و عندما حاول قول هذا رد القاضي بأن الملاحظات تُدون فى ورقه و تُقدم للقاضي ثم عاد الى القفص .


كيف تستمر محاكمه مشكوك فى دستوريتها ؟؟!!




و أخذ المهندس خيرت يخاطب القاضي قائلا: " يا سيادة القاضي دلوقتى هيئة الدفاع قدمت دفاعها القانونى و الدستورى و لكن دعنى اُخاطب العقول, كيف تستمر محاكمه مشكوك فى دستوريتها ؟؟!! المسلسل ده اتكرر معايا قبل كده سنة 1995 و الى الان لم يُنظر فى الطعن المُقدم ضد احالة المدنيين للمحاكمه العسكريه و مع ذلك استمر النظر فى القضية و تم الحكم على بخمس سنوات و على زملائي بثلاث سنوات , فماذا اذا تم النظر فى هذا الطعن الان و ثبت عدم احقية محاكمتى عسكريا , من سيعوضنى عن هذه الخمس سنوات الضائعه من عمرى ؟؟ من سيعوض ابنائى و اهلى؟؟ , أرجوك يا سيادة القاضي لا نريد تكرار هذه المأساة مرة اُخرى, و يجب ان تعلم جيدا ان حبسنا هذا فى رقبتكم , فكل مرة تُجدد فيها و تعطينا شهر و نصف فنصبح امانه فى عنقك , و الامر ليس شهرا و نصف فقط بل ثلاثة اشهر فى 33 مظلوم يعنى 99 شهر تُحاسب عليها انت و من معك.


و يستمر فك الاحراز




و استمر فك الاحراز و نُودي بالحج حسن مالك و الذى تم فتح خمس كراتين ليست ملكه و لا يعرف عنها اي شيء بالاضافه الى ان معُظم الاوراق ليست له و معظم الشركات التى ذُكرت ليس له اي صله بها و قد نفى الحاج حسن ان يكون مشاركا فى اى دار نشر. ثم نُودي على المهندس احمد شوشه و باقى المعتقلين و اخذت القاعة تهدأ رويدا رويدا, و يتحول الامر الى روتين ممل يقوم به القاضي فى فك الاحراز. و لكن رغم طول الوقت و حرارة الجو و قلة المياه و التى ان وثجدت فهى ساخنة الا انه كان هناك جوا من الهدوء و الرضا فنرى انه تحقق قوله تعالى " و لننزلن سكينة عليهم" . فأذا نادى القاضي احد الاسماء اخذ الحضور يصفقون بشدة و الاخوة خلف الاسوار يصفرون بحرارة تحية لزميلهم مما اثار حفيظة القاضي و جعله يقول للاستاذ عبد المنعم " لو سمحت بلاش المشهد ده يتكرر تانى" .


رغم الظلم ..... برضوا هنعيش مبسوطين


و من المواقف الطريفة عندما نادي القاضي على المحاسب مصطفي سالم فبدأ الاهالى بالتصفيق و المعتقلين بالصفير و لكن ليس كالعادة بل بنغمة موسيقية و اذا به يخرج من القفص و هو يجري مع هذه الموسيقي مما جعل القاعه كلها تضحك حتى القاضي لم يستطع ان يمسك نفسه بل ضحك ايضا, فرغم شدة الموقف و صعوبته و خطورته , رغم حرارة الجو و عدم وجود مراوح كافية, رغم الشعور بالظلم , الا ان الله سبحانه و تعالى ييسر الامور علينا و يهون الامر لأننا ما فعلنا هذا و ما ضحينا هكذا الا فى سبيل الله و فى سبيل رفعة دينه.


رحمة و ألفه مفيش بعد كده


من اكثر المشاهد التى اثرت فى هذا اليوم مدى اخوة المعتقلين و مودتهم و رحمتهم ببعضهم البعض , فقد كان الجو شديد الحرارة و المراوح قليله جدا و لذا انتشرت فى القاعه المراوح اليدويه و بينما كان يتم فك احد الاحراز و اذا بعينى تأتى على المهندس أيمن عبد الغنى لأجده يمسك احد هذه المراوح و يهوي بها و لكن عندما تبينت و جدت انه لم يكن يهوى لنفسه و لكنه كان يهوى للمهندس احمد شوشه!!! فيا للحب فى الله, يا لجمال الاخوة والمودة فهو لم يؤثره بالمروحة فقط و لكنه أبى الا ان يهوي عليه هو بنفسه فرغم شدة الموقف الا ان الحب فى الله و الايثار لا يُهجر ابدا, فكيف تُوجه مثل هذه التهم لهؤلاء الاشراف, كيف يمكن لأحد منهم ان يقوم بغسيل اموال او القيام بأعمال ارهابية!!!!!!!!


و فى الختام

و خُتمت الجلسه بكلمة احد المحامين الذي لخص القضيه و طالب بالافراج الفورى عن المعتقلين, ثم تبعه محام اخر يطلب رحمة المحكمه للمعتقلين حسن زلط و عصام حشيش نظرا لتدهور حالتهم الصحية, فالحاج حسن زلط صحته سيئة و يجب ان يخضع لثلاث عمليات فوريه واحدة فى قلبه و اخرى فى المرارة و الثالثه فى عينه. اما الاستاذ عصام فقد سقط مغشيا عليه فى اثناء الكلمه و تم الكشف عليه فورا من احد الاطباء المثعتقلين.
و طالب المحامى بحسن معاملتهم و الرعاية الطبيه الجيدة لهم, و نقلهم الة القصر العينى الفرنسي بدلا من القصر العينى القديم, لأن الفرنسي به امكانيات احسن لأجراء هذه العمليات.

عمر علاء أبو العلا

2 comments:

** white rose ** said...

ربنا يصبر أهالي المعتقلين و بإذن الله تكون الأحكام الجاية لصالحهم و إن شاء الله يرجعوا لبيوتهم بالسلامة و متحصلش المهازل دي تاني



سلاااااااااام

3omaroo said...

امين يا رب