بسم الله الرحمن الرحيم
زوجي الحبيب:
اكتب اليك رسالتي الاولى و احسبها الاولى ايضا في سلسة من رسائل قد اعدها للنشر قريبا علها تكتب سطر و تكشف سترا عن المنحة الربانية التي نعيش وان جاءت لنا على طبق المحنة...
اجدني في هذا المقام استعيد بعضا من ذوب الفؤاد سطرته اثر اعتقالك صيف 2005 و اودعته رسالة موجهة السد (...) و نشرت انذاك و اطلعتك عليها جاء فيها على ما اذكر:
مضى الرجال .. احبة القلوب والف الأرواح,رؤوسهم تطاول عنان السماء عزة وشموخا, وقلوبهم غمرة باليقين والفرج القريب, و أكفهم تلوح رافضة الزيف و قد زينتها سلاسل الأحرار ، و يشاء الله ان يلبسهم حلل الطهر و النقاء فما تدري ايهما اكثر نصاعة و وضاء: مظهرهم ام مخبرهم ؟!
صغارنا يترنمون : نحن جند الله دوما ، دربنا درب الاباة .. لقد رضعوا أن " العزة لله و لرسوله و للمؤمنين " و شبوا على " و أن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه " و خبزهم اليومي .. إذا كنت بالله مستعصما فماذا يضيرك كيد العبيد ! و في كل محنة كنا نرفع شعار: استوعب الحدث و لا تدع الحدث يستوعبك ، أما اليوم فإن شعارنا المتجدد الثري بجليل الإشارات و المعاني " و مالنا ألا نتوكل على الله و قد هدانا سبلنا و لنصبرن على ما آذيتمونا " و لعلي أعود إلى هذا النبع الرائق في رسالة اخرى لأحكي لك عن فيوضاته التي تروي اشواقنا و تبث السكينة في قلوبنا.
يؤمن الأولاد على اننا معشر النساء حفيدات جدةٍ اغتسلت فجراً من الفرات ، و أرسلت ظهرا مع وحيدها لإمام المسجد كل ما تملك لنصرة دين الله .. مازالت ( زوجي الحبيب ) ضفائرنا تلجم نزوات بشريتنا و تودعها خطوات في الطريق إلى الله .. أما جدتنا الثانية فقد تطيبت منطمي النيل لتستقبل عريسها و هو يزف لها حبه الذي ملك عليه حياته فلم تزد على مقولة : الدعوة سيدتي و انا خادمتها .. مازالت عزمتها الصادقة تضيء مسارانا بالطهر و الصبر و الوفاء و البر!
لن يعرف الوجع طريقا إلى قلوبنا لأنها منشغلة بتدبر آل عمران و إبراهيم و الفتح .. لن يعرف الدمع سبيلاً إلى مآقينا لأننا أودعناه محار البحر و غداً سيفيض مداً يقرب المراكب المسافرة و البحارة البررة بدينهم و أمتهم و بلادهم .. و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ..
أما الفئة الباغية من قومنا التي استباحت حرماتنا و نهبت بعضا من ممتلكاتنا و اقواتنا ، و تحاول جاهدةً خاسرة الكيد إلحاق الأذى بنا ، فإن اعتصامنا بحبل الله سيبطل كيد ما صنعوا ، يقيناً بوعد الله " لن يضروكم إلا اذى " أي الألم البسيط العابر .. و لإن الله "لا يصلح عمل المفسدين" ، تحدنا البشارة النبوية الكريمة لابن سنان الرومي : ربح البيع أبا يحيى .. فهل ترانا ربحنا البيع عندما عقدنا الصفقة مع الله من أن عرفنا الطريق : لا لدنيا قد عملنا نحن للدين الفداء ؟ أم مازلنا في أول الطريق نبتهل إلى الله بضراعةٍ أن يرحم ضعفنا و يأخذ بأيدينا إليه دعاة حق و صدق لنلحق بالقافلة التي اختارها الله و اختارت هي الإخبات إلى الله يشدها الحنين إلى الدار الآخرة زاهدة بعرض زائل في هذه الحياة الدنيا ، و عيونها معلقةً بالكرم الإلهي : " و لسوف يعطيك ربك فترضى " !
أ. منى صبحي
زوجي الحبيب:
اكتب اليك رسالتي الاولى و احسبها الاولى ايضا في سلسة من رسائل قد اعدها للنشر قريبا علها تكتب سطر و تكشف سترا عن المنحة الربانية التي نعيش وان جاءت لنا على طبق المحنة...
اجدني في هذا المقام استعيد بعضا من ذوب الفؤاد سطرته اثر اعتقالك صيف 2005 و اودعته رسالة موجهة السد (...) و نشرت انذاك و اطلعتك عليها جاء فيها على ما اذكر:
مضى الرجال .. احبة القلوب والف الأرواح,رؤوسهم تطاول عنان السماء عزة وشموخا, وقلوبهم غمرة باليقين والفرج القريب, و أكفهم تلوح رافضة الزيف و قد زينتها سلاسل الأحرار ، و يشاء الله ان يلبسهم حلل الطهر و النقاء فما تدري ايهما اكثر نصاعة و وضاء: مظهرهم ام مخبرهم ؟!
صغارنا يترنمون : نحن جند الله دوما ، دربنا درب الاباة .. لقد رضعوا أن " العزة لله و لرسوله و للمؤمنين " و شبوا على " و أن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه " و خبزهم اليومي .. إذا كنت بالله مستعصما فماذا يضيرك كيد العبيد ! و في كل محنة كنا نرفع شعار: استوعب الحدث و لا تدع الحدث يستوعبك ، أما اليوم فإن شعارنا المتجدد الثري بجليل الإشارات و المعاني " و مالنا ألا نتوكل على الله و قد هدانا سبلنا و لنصبرن على ما آذيتمونا " و لعلي أعود إلى هذا النبع الرائق في رسالة اخرى لأحكي لك عن فيوضاته التي تروي اشواقنا و تبث السكينة في قلوبنا.
يؤمن الأولاد على اننا معشر النساء حفيدات جدةٍ اغتسلت فجراً من الفرات ، و أرسلت ظهرا مع وحيدها لإمام المسجد كل ما تملك لنصرة دين الله .. مازالت ( زوجي الحبيب ) ضفائرنا تلجم نزوات بشريتنا و تودعها خطوات في الطريق إلى الله .. أما جدتنا الثانية فقد تطيبت منطمي النيل لتستقبل عريسها و هو يزف لها حبه الذي ملك عليه حياته فلم تزد على مقولة : الدعوة سيدتي و انا خادمتها .. مازالت عزمتها الصادقة تضيء مسارانا بالطهر و الصبر و الوفاء و البر!
لن يعرف الوجع طريقا إلى قلوبنا لأنها منشغلة بتدبر آل عمران و إبراهيم و الفتح .. لن يعرف الدمع سبيلاً إلى مآقينا لأننا أودعناه محار البحر و غداً سيفيض مداً يقرب المراكب المسافرة و البحارة البررة بدينهم و أمتهم و بلادهم .. و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ..
أما الفئة الباغية من قومنا التي استباحت حرماتنا و نهبت بعضا من ممتلكاتنا و اقواتنا ، و تحاول جاهدةً خاسرة الكيد إلحاق الأذى بنا ، فإن اعتصامنا بحبل الله سيبطل كيد ما صنعوا ، يقيناً بوعد الله " لن يضروكم إلا اذى " أي الألم البسيط العابر .. و لإن الله "لا يصلح عمل المفسدين" ، تحدنا البشارة النبوية الكريمة لابن سنان الرومي : ربح البيع أبا يحيى .. فهل ترانا ربحنا البيع عندما عقدنا الصفقة مع الله من أن عرفنا الطريق : لا لدنيا قد عملنا نحن للدين الفداء ؟ أم مازلنا في أول الطريق نبتهل إلى الله بضراعةٍ أن يرحم ضعفنا و يأخذ بأيدينا إليه دعاة حق و صدق لنلحق بالقافلة التي اختارها الله و اختارت هي الإخبات إلى الله يشدها الحنين إلى الدار الآخرة زاهدة بعرض زائل في هذه الحياة الدنيا ، و عيونها معلقةً بالكرم الإلهي : " و لسوف يعطيك ربك فترضى " !
أ. منى صبحي